ماذا أعددنا نحن ؟

أيدي خفيّة تدفع الإمبراطورية الأمريكية لكي تلعب دور الكراهية والغطرسة .. ليتشكل على إثر ذلك ردّات فعلٍ من شعوب العالم ومن الشعب الإسلامي تحديداً .. وهذا لكي تستمر أرباح تجّار الحروب من جهة ولكي يطفئوا نور الصحوة الإسلامية الذي بدأ يشكل خطراً على أوكارهم المظلمة .
فالدور الذي لعبته الإمبراطوريات السابقة بتوجيهٍ من أيدٍ خفيّة عن طريق توجيه ضربات متتالية أحدثت فوضى وأحدثت فجواتٍ هزّت كيان الدولة العثمانية ... سارعوا من بعدها لتقاسم الأرباح وترسيخ مشاريع (حسين مكماهون) – ( وعد بلفور ) – ( سايكس بيكو ) ...
وفي هذه المرحلة الجديدة دفعهم جشعهم الأعمى للتحرّك وبهمجيةٍ بربريةٍ نحوَ أمتنا .. فالنفط يجب ألا يمتلكه أحدٌ غيرهم ، وطبعاً هذا هو المطلب الإمبراطوري .. أمّا مطلب الأيدي الخفيّة فسيتحقق بإطفاء أحقادهم القديمة المتجدّدة على الإسلام وأهله وبنفس الوقت إطفاء النور الذي لا يريدون أن يتضاعف إشعاعه ..
وظاهرة الصمود السوري هي حالةٌ غيرُ طبيعيةٍ بنظرهم ... والخوف كل الخوف من أن تعمّم هذه الظاهرة على المنطقة .. فلذلك قاموا بتوجيه ضربات متسارعة كانت لها الحكمة السياسيّة السورية بالمرصاد فعند ذلك ارتأوا أنّ المدخِل لفك هذا الصمود سيكون عن طريق خاصرتها ... وهذه دراسة قامت بإعدادها مؤسسة ( R . R . A ) التي تستقي معلوماتها من أجهزة الاستخبارات الأمريكية والتي جاء فيها : ( لا بدّ من إحداث صدمة كبيرة في الواقع اللبناني قبل أن تضع الولايات المتحدة يدها على البلد ، صدمة كبيرة تحدث حالة انعدام وزن )
وقد رأينا ذلك عبر أحداث توالت من اغتيال الحريري فخروج القوات السورية وزيارات مسؤولين أمريكيين ومن ثم هناك أناسٌ دخلوا وأناسٌ خرجوا !!!!
وأمّا سلاح المقاومة الذي أدهش الجميع بإذلاله لدولتهم المقدّسة !! ادّعوا بأنّه موجَّه للسنة وطبعاً لمرجعية السنّة (الشيخ!! سعد الحريري) الذي ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر وبمساعدة أصدقائه الأعراب بترسيخ جماعات كـ فتح الإسلام .. لإجراء عملية موازنة .. والتي يحاولون الآن لصقها بالداعية الدكتور محمود آغاسي .... ولكن انقلب السحر على الساحر .. وارتدَّ كيدهم إلى نحورهم ...
طريفٌ أن تبدأ الأيدي الخفية بتأويل حلمها الشيطاني بزعزعة معقل المقاومة ( سوريا ) .. فالأمر بالتأكيد أعمق من أن يكون توقاً إلى تحرير العبيد العرب !! والقضية باتت تتعلق بإعادة فك وتركيب بلاد الشام من جديد .. ولكن أي تركيب تبغي هذه الأيدي ؟! أهو التركيب الطائفي ؟! أم التركيب المنجذب إلى القطب الصهيوني ؟!
هذا ما يعدُّ لأغلى بقع الإسلام والعروبة .. هذا ما يعدّ لأرض البطولات والملاحم .. هذا ما يعد لمهد الحضارات والرسالات .......... فماذا أعددنا نحن ؟